الحمد لله الذي أيقظ الغافلين، ونفَع
بالتذكرة المؤمنين، فلم يشتغلوا بالدنيا وحدها، بل جمعوا بين الدنيا والدين، وعرفوا
ما لربهم من الحق، فقاموا به قيام الصادقين، أحمده حمد الحامدين، وأشكره وأستعينه،
فهو نعم المولى ونعم المعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى الأمين، اللهم صلّ وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه
لتفوزوا بنعيمه ورضاه، فإن الله خلقكم لمعرفته وعبادته، فطوبى لمن قام بحق مولاه.
عباد الله: ما زلنا وإياكم مع وصايا لقمان وسورة
لقمان، ومع اللقاء الثالث مع هذه السلسلة المباركة التي نسأل الله أن ينفع بها.
وها هي وصية لُقمانية أُخرى، يقول
تعالى على لسان لقمان ×:
﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ
فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان:16].
يقول: يا بني عظمة الله ليس لها
حدود قدرة الله ليس لها حدود، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يعلم السر
وأخفى، يرى ويسمع ويرزق الدودة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.
﴿ وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ
مَا فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِنْ ورَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ولا
حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ ﴾ [الأنعام:59]
يا بني:
لو كان رزقك مثقال حبة من خردل في السماء أوفي الأرض فسيسوقها الله إليك، فلا تشغل
نفسك بما قسم الله لك عما خُلقت له.
والله لو قنعت نفسٌ بما رزقت |
من المعيشة إلا كان يكفيها |
﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ
تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ ﴾[لقمان:16].
لقمان الحكيم يغرس في قلب ابنه قضية
أن الله يعلم الغيب، وأن الله مطلع على السرائر، وأن الله لا تخفى عليه خافية.
يقول له: يا بني! إذا تستّرت وراء الجدران فالله
معك، إذا تستّرت بالحيطان فالله يراك.
وإذا خلوت بريبةٍ في ظلمة |
والنفس داعية إلى الطغيان |
فيا أيها الإخوة الكرام:
نريد أن نربي أبناءنا على مراقبة علاّم الغيوب، لأن
الأبناء اذا تربوا على مراقبة الأب والأم -فقط- قد يخالفون شرع الله في حال غياب الأب
والأم عنهم وعند خروجهم من البيت، وها هو أحد الأساتذة الكرام يربي طلابه على
مراقبة الله جل وعلا تربية عملية على أرض الواقع، فدفع لكل تلميذ من تلاميذه دجاجة
أو طائر وهو يقول: فليذهب كل تلميذ وليذبح هذا الطائر في مكان لا يراه فيه أحد،
فذهب كل تلميذ بطائره في مكان يغيب فيه عن أعين الناس حتى يذبح طائره ويعود به إلى
أستاذه، ونظر الأستاذ فوجد تلميذاً نجيباً جاء بطائره ولم يذبحه فقال له، لماذا لم
تذبح طائرك؟! فقال: يا أستاذي لقد طلبت منا أن نبحث عن مكان لا يرانا فيه أحد، وما
من مكان ذهبت إليه إلا ورأيت أن الله يراني، فأين أذبحه؟!
وصدق في ما قال، ونجح في الاختبار
نجاحاً رائعاً حين أدرك أن عين الله ترقبه، وأن ظلام الليل الحالك مهما اشتدّ
سواده لا يعفي من نظر الله تعالى إليه.
﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ
اللَّهَ يَرَى﴾[العلق:14]
ورسب أولئك الناظرون إلى أعين
الآخرين حين غفلوا عن هذه الرقابة وراقبوا أعين المخلوقين.
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل |
خلوتُ ولكن قلْ عليّ
رقيب |
راعي أغنام غلام يراه ابن عمر -ا- فقال له: بعنا من هذه
الشياه.. فقال الراعي: أنا مؤتمن.فقال ابن عمر امتحانا له:قل للمالك أكلها الذئب.
فقال الغلام الراعي: وماذا سأقول لله يوم
القيامة.
وماذا سأقول لله يوم القيامة. حين يُختم على
اللسان وتتكلم اليدان، وتشهد الرجلان.
إنها المراقبة عباد الله لعلام الغيوب، فاشتراه ابن عمر واعتقه
وقال له: "كلمةٌ اعتقتك في الدنيا وأرجو أن
تعتقك من النار يوم القيامة".
﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ
تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ
أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾[لقمان:16].
عباد الله: هذه الآية رسالة لكل إنسان أن الله
سيحاسبه على مثاقيل الذر من عمله سبحانه القائل: ﴿وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإِنْ
كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾[الأنبياء:47]
..ولهذا حذر النبي -^- من
محقرات الذنوب وهي التي يستصغرها الإنسان ولا يعبا بها فقال: -^-: ©إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن
يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ®
وكما أن الله تعالى لا يخفى عليه
مثقال حبة من خردل، حتى إن كانت في باطن صخرة، أو في السماوات، أو في الأرض، كذلك
لا تخفى عليه حسنة ولا سيئة مهما دَقَّتْ، ومهما حاول صاحبها إخفاءها.
أيها الأب الكريم: إن أولادك مرآة يعكسون أخلاقك وأعمالك، إن رأوك تُعظّم
الله وتخاف الله عظموا الله جل وعلا.
إن رأوا كلماتك وألفاظك طيبة كانوا كذلك.
وتستمر الوصايا اللقمانية: بدأ
أولاً بالعقيدة، ﴿يا بني لا تشرك بالله ﴾،ثم تحدث عن بر الوالدين، ﴿ووصينا
الإنسان بوالديه﴾ ثم تكلم عن مراقبة الله وعظمة الله وشيء من قدرة الله وعلمه،﴿ يَا
بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ﴾[لقمان:16].
بعد ذلك أتى إلى العبادات، قال
تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ ﴾.
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ
﴾.
من أراد الفلاح يوم المزيد فعليه
إقامة الصلاة في أوقاتها بأركانها وشروطها، وسننها وخشوعها.
الصلاة: إنها أول ما يسأل عنه العبد
يوم القيامة فإن قبلت قبل سائر العمل، وإن ردت رد سائر العمل.
الصلاة هي آخر ما أوصى به النبي أمته
وهو على فراش الموت منادياً: ©الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم®[صحيح، أخرجه أحمد
(3/117)، وأبو داود:، حديث (5156)، وابن ماجه: حديث (2698)].
نتكلم عن الصلاة ونحن نرى صنف من
المسلمين و هم كثير " يُقدّمون ويؤخرون " ينامون ويتكاسلون يلعبون ويلهون
أن استيقض من نومه " صلى " أن انتهى من لعبه" صلى " أن انتهى
من أكله وشربه "صلى " تناسوا أن الله قال: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، تناسوا أن الله قال: ﴿لا
تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ ولَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ومَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ تناسوا أن لله قال: ﴿إِنّ
الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ﴾ [النساء:103].
بعض المسلمين لا ينطلقون إلى
المساجد إلا إذ سمعوا الإقامة أو انطلقت الصلاة بعد ركعة أو ركعتين تناسوا أن الله
قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾.
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ ﴾.
اين أمة المسلمين في صلاة الفجر؟كثيرٌ
منا في سُباتٍ عميق، وقلة قليلة هي التي انتصرت على فُرشها وشهواتها وانطلقت تجيب
منادي الله.
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ ﴾.
هي
الزاد والوقود
عند الشدائد والملمات، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
﴾[البقرة:153].
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ
﴾.
هي رسالة للآباء أن يحثوا أبناءهم
على الصلاة في أوقاتها، ولا يُترك لهم الحبل على الغارب.
قال تعالى: ﴿ وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ
واصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً﴾[طه:132]، ﴿ واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً وكَانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ والزَّكَاةِ وكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً ﴾[مريم:55]
قال رسول الله -^ - ©مروا أبناءكم بالصلاة لسبع
واضربوهم عليها لعشر®[صحيح، أخرجه أحمد (2/187)، وأبو داود: كتاب الصلاة -
باب متى يُؤمر الغلام بالصلاة، حديث (495)]
نقول لكل أب وأم، وكل مربّ، لو علّمت
أبنك الصلاة، فكل ركعة يركعها في ميزان حسناتك، وكذا قراءة القران وسائر الأعمال.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا
بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله إنه هو الغفور
الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد
لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وسلم تسليما.
أما بعد: أيها المسلمون:
تستمر الوصايا المباركة يقول تعالى:
﴿ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ
عَنِ الْمُنكَرِ﴾. فلِمَ لمْ يقل: أقم الصلاة، وآتِ الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، لمَ جاء الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر بعد إقامة الصلاة؟
لأنك بالصلاة تصلح شأنك، وبالأمر
بالمعروف وبالنهي عن المنكر تصلح غيرك، ولن تستطيع أن تصلح غيرك إلا إذا أصلحت
شأنك، إذاً أقم الصلاة لإصلاح ذاتك، ثم أمر بالمعروف، وانْهَ عن المنكر لإصلاح
غيرك، المؤمن عرف الله (¸)، ذاق طعم قربه، ذاق
حلاوة الإيمان، شعر بالأُنس لا يبقى ساكتاً!! لا يقول: مالي وللناس، هذا كلام
إبليس،بل يجب أن يحاول أن يهدي الآخرين، أهله، زوجته، أولاده، جيرانه، أقرباءه،
زملاءه في العمل، إنها رسالة أن نربي أولادنا على الإيجابية في المجتمع:
﴿ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ
عَنِ الْمُنكَرِ﴾.
قال -^- ©من رأى منكم منكرا فليغيره
بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان®[ رواه مسلم].
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
هو حصن الإسلام الحصين، والدرع الواقي من الشرور والفتن، والسياج من المعاصي والمحن،
يحمي أهل الإسلام من نزوات الشياطين ودعوات المبطلين.
قال -^-:« والله لتأمرن
بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً (أي
تلزمونه به إلزاماً) أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم،
يعني بني إسرائيل»[ رواه أبو داود، والترمذي].
عباد الله:
صفحات التاريخ مليئة بمواقف وأمثلة
من حياة الصالحين الأبرار وهم يقولون كلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم.
روي أن معاوية -ا-حبس العطاء عن الناس، فقام
إليه أبو مسلم الخولاني فقال له: يا معاوية إنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا من
كد أمك. قال: فغضب معاوية ونزل عن المنبر وقال لهم: مكانكم! وغاب عن أعينهم ساعة
ثم خرج عليهم وقد اغتسل فقال: إن أبا مسلم كلمني بكلام أغضبني وإني سمعت رسول الله
-^- يقول « الغضب من الشيطان والشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا
غضب أحدكم فليغتسل »[ أبو داود].، وإني دخلت فاغتسلت وصدق أبو مسلم أنه ليس من كدي
ولا من كد أبي فهلموا إلى عطائكم.
وأعود بكم إلى الوصايا اللقمانية
يقول تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا
أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾[لقمان:17]
يقول: إذا أمرت بمعروف أو نهيت عن
منكر وأصابك في ذلك أذى وشدة فاصبر عليه.
إن الآمر بالمعروف والناهي عن
المنكر، لا بد أن يناله من الناس أذى، فأمره بالصبر. والصبر لأجل إعلاء كلمة الله
هو أعلى درجات الصبر لذا كان الأنبياء وفي مقدمتهم نبينا محمد -^- كانوا أعلى
الناس قدرا وأكثرهم صبرا وتحملاً في سبيل الدعوة إلى الله، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ
كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وأُوذُوا حَتَّى
أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ولا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ولَقَدْ جَاءَكَ مِنْ
نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾[الأنعام:34]
واصبر على ما أصابك من شدائد الدنيا
ومصائبها.
واصبر على طاعة الله، واصبر عن
المعصية فلا خير في لذة بعدها النار.
اصبر على ما أصابك فأفضل معيشة وأحلى
حياة تعيشها بالصبر فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب،وإن الله مع الصابرين.
وقوله: ﴿ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ
عَزْمِ الأمُورِ ﴾ أي: إن الصبر على أذى الناس لمن عزم الأمور
ثم ينتقل لقمان (’) إلى السلوك والأدب والأخلاق.
هذا ما سنعيش معه في الجمعة القادمة
إن شاء الله.
هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى
فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: * إِنَّ
اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً&. [الأحزاب: 56]
اللهم صلِّ وسلّم
على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.