عجبت من هؤلاء!!!!الرسالة الرابعة من رسائل الإيمان
الحمد لله ذي النعم الكثيرة والآلاء، الغني الكريم
الواسع العطاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الأسماء الحسنى،
والصفات الكاملة العليا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى، وخليله المجتبى،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام النجباء، وعلى أتباعهم في هديهم القويم إلى
يوم الميعاد والمأوى، وسلم تسليماً..
وبعد:
فالحياة دروس وعبر ومن لم يعلمه أحد علمته الحياة
العجائب ,فهذه دروس وعظات وعبر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وخير الناس
من اتعظ بغيره.
وهي كلمات أسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة
لوجهه الكريم.
1- عجبت لمن أُبتلي بالذنوب - وكلنا أصحاب ذنوب - كيف غفل عن
الاستغفار، والتوبة بالليل والنهار، فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (واللَّه
إِنِّي لأَسْتَغْفرُ الله، وَأَتُوبُ إِليْه، في اليَوْمِ، أَكثر مِنْ سَبْعِين
مرَّةً) رواه البخاري.
وعن الأَغَرِّ بْن يَسار المُزنِيِّ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أَيُّها النَّاس تُوبُوا إِلى اللَّهِ واسْتغْفرُوهُ
فإِني أَتوبُ في اليَوْمِ مائة مَرَّة) رواه مسلم.
2-عجبت لمن
بُلي بالضُر، في مال أو ولد أو جسد، كيف نسي أن يدعو ويردد ويقول: (رَبَّي
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأنبياء83. فالله
يقول بعدها: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ
أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)الأنبياء84.
3-عجبت لمن
تعسَّرت عليه أموره، وواجه من مشاكل الحياة ودواهيها، كيف غفل عن العلاج وهو تقوى
الله فالله يقول: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) الطلاق:2..
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) الطلاق4.
4- عجبت
لمن أصابه غم كيف يغفل عن قول الله: (لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـانَكَ
إِنّى كُنتُ مِنَ الظَّـالِمِينَ)، والله سبحانه وتعالى يقول بعدها: (فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَـاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذلِكَ نُنجِـى الْمُؤْمِنِينَ)
الأنبياء:87.
5- عجبت
لمن يخاف، كيف يغفل عن قول الله: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
آل عمران:173، والله تعالى يقول بعدها: (فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللَّهِ
وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء) آل عمران:174.
6- عجبت
لمن يمكر به الناس كيف يغفل عن: (وَأُفَوّضُ أمري إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) غافر:44، فالله تعالى يقول بعدها: (فَوقَاهُ اللَّهُ
سَيّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِـآلِ فِرْعَوْنَ سُوء الْعَذَابِ ) غافر:45.
7- عجبت
لمن يقرأ القرآن ويلعن نفسه، يقرأ ألا لعنة الله على الظالمين، وهو منهم، يقرأ ألا
لعنة الله على الكاذبين، وهو كبير الكذَّابين.
8- عجبت
لمن وهبه الله نعم لا تُحصى: عافية.. أمن.. ولد.. هداية.. كيف غفل عن سبب الزيادة
لهذه النعم بالشكر والثناء على مُعطيها وواهبها جل جلاله قال تعالى: (وَإِذْ
تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم7.
9- عجبت من
بعض الناس يجمدون حتى يكونوا أقسى من الصخر، وبعضهم يشتدون حتى يكونا أحر من الجمر،
وبعضهم يثقلون حتى يكونوا أمر من الصبر، وبعضهم يميعون حتى يكونوا كماء البحر، وكل
ذلك ذميم.
10- عجبت
من ثلاثة يُضيعون الحق في ثلاثة مواطن: مُخلص يسكت عند قومٍ مُبطلين، وعالم يسكت
عند قومٍ جاهلين، ومنافق يتقرَّب إلى قومٍ ظالمين.
11- عجبت ممن
يلعن إبليس وأعوانه من الجن والإنس في الملأ ويصاحبهم في السر.
12- عجبت
لمن يعصي المُحسن بعد معرفته بإحسانه، ويطيع اللعين بعد معرفته بطغيانه.
13- عجبت
ممن سمع القرآن فلم يخشع، وذكر الذنب فلم يحزن، ورأى العبرة فلم يعتبر، وسمع
بالكارثة فلم يتألم، وجالس العلماء فلم يتعلم، وقرأ عن العظماء فلم تعلو وتتحرك
همته.
14- عجبت
ممن اعتز بغير الله كيف ذل، وممن استعان بغير الله كيف خاب، وممن توكل على غير
الله كيف افتقر، وممن أنس بسوى الله كيف عاش عيشة موحشة، ولو غمرته الأضواء وحفَّت
به المواكب.
15- عجبت
من البخيل يذكر نفسه وينسى ربه، ويضع الفقر بين عينيه أكثر مما يضع الموت نصب ناظريه،
ويخاف من الفقر أكثر مما يخاف من عقاب الله وحسابه، فهو إنسان أحمق مشوه التفكير
ولو كان من أحكم الحكماء.
16- عجبت
من أجهزة الإعلام تجعل من أتفه الناس وأجهلهم مشهورين صادقين، ومن أخلص الناس
وأعلمهم مغمورين كاذبين.
17- عجبت
ممن انشغل بالخزف عن الذهب، وتلهَّى عن الدُّر بالصدف، وظن أنَّه حاز النعيم وما
درى أن النعيم قد فاته، والمجد قد خانه، والجنة تهرب من بين يديه.
18- عجبت
من عاقل آثر الحظ الفاني الخسيس على الحظ الباقي النفيس وباع جنة عرضها السموات
والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات، ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من
تحتها الأنهار بإعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار، وأبكارا أعرابا أترابا كأنهن
الياقوت والمرجان بقذرات دنسات سيئآت الأخلاق أو مُتخذات أخدان، وأنهارا من خمر
لذة للشاربين بشراب نجس مُذهب للعقل مُفسد للدنيا والدين، ولذة النظر إلى وجه
العزيز الرحيم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الذميم، وسماع الخطاب من الرحمن بسماع
المعازف والغناء والألحان، والجلوس على منابر اللؤلؤ والياقوت والزبرجد يوم المزيد
بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد.
19- عجبت لمن يعرف أن الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يعرف
أن النار حق كيف يضحك وعجبا لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها وعجبا لمن
يعلم أن القدر حق كيف ينصب.
20 عجبت لقوم
يعملون لدارٍ يرحلون عنها كل يوم مرحلة، ويدعون أن يعملوا لدارٍ يرحلون إليها كل
يوم مرحلة.
21- عجبت
للخلائق كيف ذهلوا عن أمر حق تراه عيونهم وتشهد عليه معاقد قلوبهم إيماناً وتصديقاً
بما جاء به المرسلون ثم ها هم في غفلة عنه سكارى يلعبون.
22- عجبت
لعينٍ تنام وقد عرفت طول الرقاد في ظلم القبور.
عَجِبْتُ والدهْر لا تَفْنَى عَجَائبُهُ
للرَّاكنين إلى الدُّنْيَا
وَقَدْ صَدَقُوا
وَطَالمَا نُغِّصُوا بِالفَجْعِ ضَاحِيةً
وَطَالَ بِالفَجْعِ وَالتَّنْغِيْصِ مَا طَرقُوا
دَارٌ تغرُ بها الآمالُ مُهلكةً
وَطَالمَا نُغِّصُوا بِالفَجْعِ ضَاحِيةً
وَطَالَ بِالفَجْعِ وَالتَّنْغِيْصِ مَا طَرقُوا
دَارٌ تغرُ بها الآمالُ مُهلكةً
وَذُو التَّجَارُبِ
فِيْهَا خَائِفٌ فَرِقُ
أَقُولُ وَالنَّفْسُ تَدعوني لِبَاطِلِها
أَينَ المُلوكُ مُلُوك الناسِ وَالسَّوَقُ
أَيْنَ الذينَ إلى لذَاتِهَا رَكَنُوا
قَدْ كَانَ فِيْهَا لَهُم عَيْشُ وَمُرْتَفَقُ
أَمْسَتْ مَسَاكِنُهُم قَفْرًا مُعَطَّلَةً
كأنَّهُم لَمْ يَكنُوا قَبْلَهَا خُلقُوا
يَا أَهْل لَذَّاتِ دَارٍ لا بَقَاء لَهَا
أَقُولُ وَالنَّفْسُ تَدعوني لِبَاطِلِها
أَينَ المُلوكُ مُلُوك الناسِ وَالسَّوَقُ
أَيْنَ الذينَ إلى لذَاتِهَا رَكَنُوا
قَدْ كَانَ فِيْهَا لَهُم عَيْشُ وَمُرْتَفَقُ
أَمْسَتْ مَسَاكِنُهُم قَفْرًا مُعَطَّلَةً
كأنَّهُم لَمْ يَكنُوا قَبْلَهَا خُلقُوا
يَا أَهْل لَذَّاتِ دَارٍ لا بَقَاء لَهَا
إِنَّ
اغْتَرَارًا بِظلٍ زَائِلٍ حُمُقُ
23- عجبت ممن يحزن على نقصان ماله كيف لا يحزن على نقصان عمره.
23- عجبت ممن يحزن على نقصان ماله كيف لا يحزن على نقصان عمره.
24- عجبت
من مؤمل للدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط
رب العالمين عليه أم راض عنه.
25- عجبت
للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في
الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى،
وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
26- عجبت
من مُستيقظ، والقلب منه راقد، مضيع لدينه، وللذنوب رائد، كأنه على مداه مهمل وخالد،
فحسنوا أعمالكم فهي لكم قلائد.
27- عجبت
من مُعرض عن حياتــه
وعن حظه العالى ويلهو ويلعـب
ولو علم المحروم أي بضاعة
أضاع
لأمسى قلبه يتلَّهـب
فإن كان
لا يدرى فتلك مصيبة
وإن
كان يدرى فالمصيبة أصعب
بلي سوف يدرى حين ينكشف الغطا
ويصبح مسلوباً ينوح وينــدب
ويعجـب ممن باع شـيئاً بدون ما
يساوى
بلا علم وأمرك أعجـب
لأنك قد بعت الحياة وطيبها
بلذة
حلم عن قليل سيذهــب
فهلا عكست الأمر إن كنت حازما
ولكن أضعت
الحزم والحكم يغلب
تصدُّ وتنأى عن حـبيبك دائماً
فأين عن
الأحباب ويحك تذهـب
ستعلم يوم الحشر أي تجارة
أضعت إذاً تلك
الموازين تنصب.
28- عجبت
لراحل مات وما تزود للرحلة، ولمسافر ماج وما جمع للسفر رحلة، ولمنتقل إلى قبره لم
يتأهب للنقلة، ولمفرط في أمره لم يستشر عقله.
29- عجبتً لك،
لا الدهر يعظك، ولا الحوادث تنذرك، والساعات تعد عليك، والأنفاس تعد منك، وأحب
أمريك إليك، أعودهما بالضرر عليك.
30- عجبت
لمن رأى فعل الموت بصحبه ثم ينسى قرب نحبه، واستبداله ضيق المكان بعد رحبه من لم
ينتبه بوكزه فسينتبه بسحبه.
31- عجبت من
ملكين نزلا يلتمسان عبداً في مصلاه كان يصلي فيه فلم يجداه فعرجا إلى الله فقال:
اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل.(لأنه مريض أو مسافر)
32- عجبت من
ذي عقل يقول في دعائه" اللهم لا تشمت بي الأعداء "ثم هو يشمت بنفسه كل
عدو، يعصي الله فيُشمت به يوم القيامة.
33- عجبت من
ثلاثة: رجل يُرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله الله ورجل يبخل بماله وربه
يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم والله يدعوه إلى
صحبته ومودته.
34- عجبت
من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال تسمع آيات الله تتلى عليها ويُذكر الرب تبارك
وتعالى فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب فليس بمستنكر على الله عز وجل ولا يخالف حكمته أن
يخلق لها نارا تذيبها إذ لم تلن بكلامه وذكره وزوا جره ومواعظه فمن لم يلن لله في
هذه الدار قلبه ولم ينب إليه ولم يذبه بحبه والبكاء من خشيته فليتمتع قليلا فان أمامه
المُلين الأعظم.
35- عجبت من رجلين واشتد عجبي منهما
رجل ليلة قائم ونهاره صائم واجتنب المحارم لا تلقاه أبدا إلا باكيا مهموما محزونا
ورجل ليله نائم ونهاره لاعب ويرتكب المحارم لا تلقاه أبدا إلا أشرا بطراً مضحاكاً
36- عجبت من
ثلاثة طالب الدنيا والموت يطلبه وباني القصور والقبر منزله، ومن يضحك ملء فيه
والنار أمامه.
37- عجبت
منك يا ابن آدم لا بالكثير تشبع ولا بالقليل تقنع تجمع مالك لمن لا يحمدك وتقدم
على رب لا يعذرك إنما أنت عبد بطنك وشهوتك وإنما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك وأنت يا
ابن آدم ترى حشد مالك في ميزان غيرك.
38- عجبت من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه، وغفلة أهل
الحق وتشتت أهوائهم فيه!.
39- عجبت
من الرسائل تُرسل في الأسحار لا يدري بها الفلك، والأجوبة
تُرد إلى الأسرار ولا يدري بها الملك.
40-
عَجِبْتُ لأَهَـلِ العِلم كَيْفَ تَغَافُلُوا
يَجُرُوْنَ ثَوْبَ الْحَرْصِ حَوْلَ الْممالِكِ
يَدُوْرُوْنَ حَوْلَ الظَّالِمِيْنَ كَأَنَّهُم
يَطُوْفُونَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَقْتَ الْمَنَاسِكِ
41-عجبت لمن يدّعى المحبة ويحتاج إلي من يُذكّره بمحبوبة فلا يذكره إلا بمذكر.
يَجُرُوْنَ ثَوْبَ الْحَرْصِ حَوْلَ الْممالِكِ
يَدُوْرُوْنَ حَوْلَ الظَّالِمِيْنَ كَأَنَّهُم
يَطُوْفُونَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَقْتَ الْمَنَاسِكِ
41-عجبت لمن يدّعى المحبة ويحتاج إلي من يُذكّره بمحبوبة فلا يذكره إلا بمذكر.
42- عجبت لمؤثر
الفانية على الباقية، و لبائع البحر الخضم بساقية، و لمختار دار الكدر على الصافية،
و لمقدم حب الأمراض على العافية.
43- عجبت
من يا عبد الله يتحبب إليك ربك وهو عنك غني، وتتمقت إليه بالمعاصي وأنت فقير إليه،
إن تأخرت قرَّبك وإن توانيت عاتبك، ما آثر عليك من المخلوقات شيئاً وأنت تؤثر عليه
كل شيء، فنكِّس رأس الندم قبل العتاب فمالك عن هذا جواب.
وأتركك
أخي في رعاية الله ولا تنسَ كاتب هذه السطور، ومن كان سبباً في نشرها من دعوة بظهر
الغيب.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب
العالمين
أمير بن محمد المدري
اليمن -عمران

